قلعة الفلاية هي عبارة عن حصن يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، وكانت بمثابة المقر الصيفي لعائلة القاسمي الحاكمة. كان الحصن يستخدم في الأصل كمنزل للاستراحة، ويتمتع بأهمية تاريخية كموقع تم فيه توقيع معاهدة السلام البحري لعام ١٨٢٠. في ١٥ مارس ١٨٢٠، وقّع الاتفاقية راشد بن حميد النعيمي حاكم عجمان وعبدالله بن راشد المعلا حاكم أم القيوين في قلعة الفلاية.
لم يضع هذا الاتفاق الهام حدًا للنزاعات العنيفة بين الإمبراطورية البريطانية ومحاربي الصحراء في رأس الخيمة فحسب، بل وضع أيضًا الأساس لإنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة في المستقبل.
ما يجب أن تعرفه أكثر عن قلعة الفلاية
عمل الحصن لحماية حدائق النخيل وسكان الفلاية، ومنحهم ملاذاً لهم أثناء الهجمات. بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من نظام التحصين، فقد وفّر الحماية لسكان إماراة رأس الخيمة من الغزاة. توفّر المباني السكنية داخل الحصن مناخًا رائعًا، وأصبحت مكانًا مفضلاً للبحث عن الظل والبرودة، خاصة خلال الأشهر الأكثر حرارة من العام نظرًا لما تتمتع به من موقع استراتيجي بالقرب من بساتين النخيل المنعشة.
يتكون المجمع بأكمله من مبنيين مترابطين كانا متصلين بجدار شاهق في الماضي. كان أحد المباني بمثابة منازل للأفراد، بينما ضم المبنى الآخر المتمركز داخل المجمع برجًا حجريًا. بجوار هذه الجدران، كان هناك مسجد لإقامة الصلاة.
يمثل هذا البرج الحجري المثير للإعجاب هيكلًا دفاعيًا كلاسيكيًا مع تجاويف واستراحات دائرية كانت بمثابة نقاط مراقبة. كان جزءًا لا يتجزأ من قلعة الفلاية، إلى جانب السور العظيم، وكان بمثابة الواجهة العامة لقلعة الفلاية. يتكون البرج من ثلاثة طوابق، صُمم الطابق العلوي كمساحة مفتوحة، بينما كان الطابق السفلي بمثابة منطقة تخزين ومدخل.
تم إلحاق مبنيين بالبرج، لكنهما لم يعودا موجودين. يؤكد بناء البرج باستخدام الحجر القوي، بدلاً من الطوب اللبن الأكثر هشاشة، على أهميته كمعقل دفاعي.
تم تزيين المجمع بنسخ خشبية متقنة الصنع من الأبواب وشبكات النوافذ الأصلية، مما يضيف لمسة ساحرة تنقل الزوار إلى الحقبة الماضية وتضفي على الأجواء إحساسًا بالأصالة التاريخية.
يقع مسجد بجوار البرج، ويُقال إنه أحد أقدم المباني في دولة الإمارات العربية المتحدة بأكملها. كانت هذه المساحة المقدسة بمثابة مكان عبادة لكل من الأسرة الحاكمة والأفراد المتدينين في جميع أنحاء المنطقة. تم ترميم البناء الحجري للمسجد بشكل طفيف لحمايته من الأضرار المحتملة الناجمة عن جريان المياه أثناء هطول الأمطار الغزيرة من جبال الحجر القريبة.
كشف علماء الآثار عن أدلة على استخدام هذه المنطقة للأغراض الزراعية لعدة قرون. عند فحص الأساسات التي بنيت القلعة عليها، اكتشفوا بقايا بيوت المزارع القديمة بالإضافة إلى نبع قريب وفّر موارد مائية قيّمة لسكان المنطقة.
رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة